أكد محللو “سيتي بنك” في أحدث تقاريرهم استمرار النظرة السلبية تجاه أداء الدولار الأمريكي، في وقتٍ تشهد فيه الأسواق تحولات واضحة في حركة العملات، مع توقعات إيجابية للراند الجنوب أفريقي (ZAR).
وبحسب التقرير، فإن الدولار الأمريكي يواجه ضغوطًا هبوطية نتيجة تباطؤ المؤشرات الاقتصادية الرئيسية في الولايات المتحدة. وتشير التوقعات إلى أن بيانات الناتج المحلي الإجمالي المقبلة، إلى جانب تقرير الوظائف، قد تضعف من موقف الدولار، خاصة مع تزايد احتمالات تباطؤ وتيرة خلق فرص العمل.
في المقابل، تبدو جنوب أفريقيا مهيأة لتحقيق مكاسب في عملتها المحلية، بدعم من تراجع معدل التضخم أكثر من المتوقع. فقد جاء مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الأخير بأرقام أقل، مما يعزز من إمكانية تسجيل أسعار فائدة حقيقية أعلى.
ومن بين العوامل التي تدعم هذا التوجه، الانخفاض المستمر في أسعار النفط عند احتسابها بالراند، ما يساهم في تقليص تكاليف الطاقة داخليًا. كما يُتوقع أن تؤدي عوامل إضافية، مثل انحسار اختناقات الإمداد وتراجع تضخم الغذاء والإسكان، إلى استمرار انخفاض معدلات التضخم.
ويتوقع “سيتي بنك” أن يحافظ بنك الاحتياطي الجنوب أفريقي (SARB) على سياسة نقدية متشددة، بما يتماشى مع حذر البنوك المركزية في الأسواق الناشئة وسط حالة من الغموض الاقتصادي العالمي. ويُضاف إلى ذلك تأثير عوامل محلية، من بينها الأوضاع المالية في البلاد والنقاشات الجارية حول ضريبة القيمة المضافة.
كما أشار التقرير إلى أن جنوب أفريقيا سجّلت تحسنًا لافتًا في معدلات التبادل التجاري، مدفوعة بشكل أساسي بارتفاع أسعار الذهب. ويُعتبر هذا التحسن هو الأكبر بين الاقتصادات الناشئة الرئيسية خلال العام الماضي، مما يُعد داعمًا إضافيًا لقوة الراند في الفترة المقبلة.
